قليلاً ما تسلط الأضواء على التوزع التاريخي الكبير لليهود (باستثناء يهود أوربا الذين يحظون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باهتمام نابع من عقدة تأنيب الضمير الأوربي). هذا وبالرغم من الاضطهاد الذي تعرضوا له والإبادة على يد النازية في القرن العشرين إلا أن وجودهم وإرثهم قابل للتبع في أوربا ولاسيما خلال الخمسمائة عام الماضية وذلك بلاشك بسبب نهوض أوربا منذ عصر النهضة و اسهام اليهود في الحضارة على عكس اليهود المرزاحيون الذين عانوا كغيرهم من الجهل والتأخر الشديد خلال فترة حكم وسيطرة العثمانيين على الشرق الأوسط وشمالي افريقيا مما أدى إلى غياب وجود إرث ناتج عن نشاط فكري أو أدبي أو علمي يمكن ويسهل عملية تتبع الوجود والانتشار اليهودي!
إن التواجد التاريخي والتوزع الجغرافي المعروف لليهود المرزاحيين في القرن العشرين الممتد بين اليمن في شبه الجزيرة الآرامية والمغرب في شمال أفريقيا ملفت للنظرأيضاً فضلاً عن معلوماتنا عن وجودهم التاريخي المعروف في فينيقيا ومابين النهرين: دجلة والفرات.
على أي حال نحن بحاجة بالإضافة للبحث الأركيولوجي والمعلومات اقناع بعض الحكومات العروبية والاسلامية بالتوقف عن طمس الآثار اليهودية واخفائها و لمزيد من الحريات والضمانات للكتابة والبحث في تاريخ اليهود المرزاحيين فقضية اليهود ترتبط إلى حد كبير بالحريات فهي بالأساس قضية اعتراف بالوجود التاريخي وبحرية اعتقادهم ومحاربة لطمس الحقائق قبل أن تكون عقدة تأنيب ضمير أما وجودهم وامتدادهم المعاصر والتاريخي فهو أكبر مما يظن الناس عموماً و بحثنا في الوجود التاريخي والمعاصر لليهود إنما هو جزء من كشف خفايا التاريخ!
إن التاريخ اليهودي لسوريا التاريخية ،على سبيل المثال، من أكثر المواضيع تعتيماً و لا أدري إلى أي درجة تهتم حكومة تل أبيب في تقصي المعلومات عن اليهود خارج اسرائيل أو في سوريا تحديداً إلا أنه هناك إشارات تشير إلى معرفتهم في اسرائيل بالتاريخ اليهودي لسوريا مثل ارسال بعثة للتنقيب في تدمر عن آثار يهودية في ظل حماية روسية منذ استعادة تدمر من تنظيم الدولة الاسلامي ودلالات أخرى!
رامي الابراهيم ©
コメント