top of page

من مآثرالشاعر أمية بن أبي السلط

Updated: Apr 12, 2021

هزتني بعض أبياتٍ لشاعرٍ مخضرم تقول الروايات بأنه شهد الجاهلية والإسلام ولم يعتنق الإسلام بالرغم أنه كان موحّداً، ولا هو من شعراء المعلّقات الذين علّقت العرب أشعارهم على جدران الكعبة، وهو الشاعر الكبير أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الذي قال مادحاً في الممدوح خصلة الكرم:

أأذكرُ حاجتي أمْ قد كفاني حياؤك إنَّ شيَمتَكَ الحياءُ وعِلمُكَ بالأُمور وأنت قَرْمٌ لك الحسبُ المهذَّب والسناءُ كريمٌ لا يُغَيِّره صباحٌ عن الخُلُقِ الكريم ولا مساءُ

ما سحرني في هذه الأبيات الشعرية هو صورة الموصوف الكريم الذي يخجل من ثناء الآخرين لكرمه. أما إحدى مآثر الشاعر فهي رثائه لقتلى قريش المؤمنين بتعدد الآلهة في الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين المسلمين وهؤلاء الناس بما يعرفه التاريخ بمعركة بدر. أطلق المسلمون على هؤلاء الناس اسم " المشركون" و "الكفار" و "الوثنيون" أو "عبدة الأوثان" ومايزال المسلمون حتى هذا اليوم ينكرون إنسانية المؤمن بتعدد الآلهة و يشيطنون ضحايا المسلمين، وكل مؤمن بتعدد الآلهة في الوقت الحاضر، في حين وقف شاعر قريب فكرياً من فكر الاسلام الموحّد ليرثي القتلى من الطرفين.

كان لهذه الحرب الأهلية الدور الأساس في عدم اعتناق هذا الشاعر العظيم للإسلام وما تزال قصيدته ( التي لا تجرؤ مدرسة عربية او اسلامية على تدريسها) تصرخ عبر العصور وفيها يقول:

“أَلَّا بَكَيْتِ على الْكِرَام… بني الكرام أُولِي الممادح كَبُكَا الْحمام على فروع … الْأَيْكِ فِي الْغُصْنِ الْجَوانِحْ يبْكين حرّى مستكينات… يَرُحْنَ مَعَ الرّوائح أمثالهنّ الباكيات…. الْمُعْوِلَاتُ مِنْ النَّوَائِحْ مَنْ يَبْكِهِمْ يَبْكِ عَلَى … حُزْنٍ وَيَصْدُقُ كُلَّ مَادِحْ مَاذَا ببدر فالعقنقل… مِنْ مَرَازِبَةٍ جَحَاجِحْ”


هناك مناظرة و تناصٌ واضح فيما يقوله الشاعر أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ في رثائه قتلى الوثنين يوم معركة بدر: فقوله:

الْقَائِلِينَ الْفَاعِلِينَ … الْآمِرِينَ بِكُلِّ صَالِحْ الْمُطْعِمِينَ الشَّحْمَ فَوق… الْخُبْزِ شَحْمًا كَالْأَنَافِحْ

هو رد واضح ودحض لما جاء في القرآن:

وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ۝ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ۝ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ[الشعراء:224-226]

أما رد القرآن فجاء متأخراً بعد وفاة الشاعر أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ

” واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين “[ الأعراف : 175 ]

يبدو أن هذا الشاعر كان محبوباً من قبل الله ونبيه حتى أنهما تمنيا وانتظرا انضمامه لمجموعة الشعراء المدافعين عن رسول الإسلام قليلة العدد والعدّة. في الحقيقة إن اهتمام رسول الإسلام بشعر الشاعر أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ موثّق في صحيح مسلم وفيه يسأل عمرو بن الشريد: “هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئاً”

رامي الابراهيم

#أمية_بن_أبي_السلط

69 views0 comments
bottom of page